انطلاق فعاليات معرض «الفيصل .. شاهد وشهيد» في بريدة .. اليوم

اليوم الثلاثاء فعاليات معرض"الفيصل شاهد وشهيد" في مدينة بريدة بالقصيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، وأبناء وأحفاد الملك فيصل يرحمه الله وعدد كبير من المسؤولين والرموز الثقافية والإعلامية والتربوية.

وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية المشرف العام على المعرض صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أن منطقة القصيم التي تحتضن المعرض في محطته السادسة كانت لها مكانة خاصة في نفس الملك الراحل وأنه زارها كثيرا وأثنى على أهلها، مبيّنا أن من الفعاليات المصاحبة للمعرض ستركز بشكل رئيس على علاقة منطقة القصيم بالملك فيصل -رحمه الله- كما سيجدها الزائر توثيقا في المعرض.

وأكد سموه أن المعرض في محطاته المختلفة شهد إقبالا كبيرا من الباحثين والدارسين والشباب والمهتمين بمعرفة كثير من الجوانب غير البارزة في تاريخ الفيصل، مؤكدا أن المعرض يسلط الضوء على تاريخ شخص عظيم قدم الكثير للأمتين العربية والإسلامية ونال حب وتقدير الجميع لنصرة القضايا العادلة. وكشف الأمير تركي الفيصل أنه سيقام على هامش المعرض عدد من الفعاليات التي تتطرق إلى شخصية الملك فيصل والحقبة الزمنية التي شهدها، مؤكدا أنه باستطاعة زائري المعرض الاطلاع على جميع المعلومات التي يريدونها عن الملك فيصل سواء كانت نصوصاً مكتوبة أو صوراً أو مخطوطات أو غير ذلك من الأشياء التي تعد بمثابة تاريخ مصور لحياة الملك الراحل. وذكر الأمير تركي أن الملك فيصل اكتسب خبرات شتى منذ صباه، إذ شارك مع والده طيب الله ثراه في العديد من حملات التوحيد، وقاد البعض منها، ومن ثم كان موضع ثقة والده، حيث كان نائبا للملك في الحجاز، ووزيرا للخارجية، ورئيسا لمجلس الشورى، ورئيسا لمجلس الوكلاء، وممثلا للملك في العديد من المحافل الدولية، كما كان وليا للعهد إبان حكم أخيه الملك سعود، ورئيسا لمجلس الوزراء. وأكد سموه أن المملكة شهدت في عهد الفيصل نهضة حضارية وتطورا كبيرا شمل مختلف المجالات والميادين، مشيرا إلى أن جهود الملك الراحل تركزت في بناء المواطن السعودي، ونشر التعليم، وتطوير الجوانب الحضارية والإدارية للبلاد، وآتت تلك الجهود ثمارها فيما نراه الآن من منجزات حضارية متعددة. وقال: عمل الملك فيصل على تحقيق التضامن الإسلامي ونذر حياته لذلك ونجح في هذا المسعى نجاحا كبيرا لصدقه وإخلاصه وإيمانه الكامل بأن هذا التضامن كفيل بإعادة العزة الكاملة والكرامة للأمة الإسلامية، كما آمن بقضية فلسطين إيمانا مطلقا، فسعى خلال حياته إلى تحقيق هذا الهدف وكانت مواقفه بشأن هذه القضية مضرب الأمثال في التمسك بالحق والذود عن المقدسات ورفع الظلم والغبن عن كل مسلم مظلوم في أي مكان بالعالم، مستخدما الطرق السلمية والوسائل الدبلوماسية. وكشف سموه ما كان يتمتع به جلالة الملك فيصل من صفات شخصية وجدت التقارب بينه وبين والده الملك المؤسس وإخوانه بشكل عام وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بوجه الخصوص، موضحا أن الملك فيصل كان حزمه في شكل متزن، فكان لا يطلب من الغير أكثر مما يطلبه من نفسه، ومن ثم كان مثالاً وعبرة لنا كأبناء وبنات نشأنا في داره، لأننا نشاهد






سلوكه وتصرفاته وتعامله مع نفسه ثم مع الآخرين. وتابع الأمير تركي قوله: ما كان الفيصل يسمح لنفسه أن تنساق لزيف الحياة فكان كل وقته وتفكيره وعمله أولاً لتطويع نزعاته البشرية بحيث لا تؤثر في مسؤولياته تجاه ربه - سبحانه وتعالى - ثم تجاه المواطن والإنسان، قائلا: هذه السمة كانت بارزة في تقشفه وتركيزه على المبادئ والأصول، وهذا أيضاً كان نبراساً لنا نحن أبناؤه وبناته عندما يتعامل مع الناس فلم نلمس فيه إلا أنه مثل هؤلاء فلم يكن لديه غرور أو تعال بل حينما تشاهد بعض خطبه التي ألقاها في حياته فإنه كان يطلب من الشعب أن يقوِّمه، ويصف نفسه أنه خادم الشعب. وبيّن أن حادثة استشهاد الملك فيصل كان لها وقع على الشعوب قبل أبنائه داخل البلاد وخارج لما اتصف به من محبة وتقدير شعبي نظير مواقفه الكبرى تجاه حرب الاستعمار و العدوان الصهيوني على مقدسات المسلمين و احتلال أراضيهم والحرص على بناء البلاد العربية والإسلامية بلاد مستقلة ومتحضرة بذاتها وأبنائها.